يزداد معدل انتشار الأمراض النفسية في مسقط، نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والتغيرات السريعة في نمط الحياة، وتؤثر على مختلف الفئات العمرية، مما يجعل الصحة النفسية من القضايا المهمة في سلطنة عمان.
سنسلط الضوء في هذه المقالة على أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في مسقط، بهدف زيادة الوعي بها والعمل على الحد من آثارها السلبية.
الاضطرابات النفسية الشائعة في مسقط
تشكل الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والوسواس القهري والرهاب الاجتماعي تحدياً كبيراً في مسقط، يتطلب علاجها والتعامل معها زيادة الوعي، والحد من الوصمة الاجتماعية وتوسيع خدمات الصحة النفسية.
الاكتئاب
حسب دراسات محلية يصيب الاكتئاب حوالي 20% من سكان مسقط، وتعد هذه النسبة عالية بالمقارنة مع دول الخليج، وهو من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في المدينة، تسهم عدة عوامل في ظهوره مثل ضغوط الحياة، البطالة، التعرض للصدمات أو وجود مشاكل زوجية وأسرية.
أعراض الاكتئاب
- شعور مستمر بالحزن والضيق
- فقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة اليومية
- شعور مستمر بالتعب والإرهاق
- اضطرابات في النوم أو الشهية
- شعور بالذنب وانعدام القيمة
- صعوبة في التفكير واتخاذ القرارات
- التفكير بالانتحار أو الرغبة في الموت
اضطرابات القلق العام
تعد اضطرابات القلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بعد الاكتئاب في مسقط، وتشمل القلق العام والرهاب والهلع، ترتفع معدلات انتشاره بين الشباب والبالغين، بسبب ضغوط الحياة اليومية والأوضاع الاقتصادية ونمط الحياة السريع، بالإضافة لدورالاستعداد الوراثي وشخصية الفرد.
أعراض اضطرابات القلق العام
- شعور مفرط ومستمر بالقلق دون سبب واضح
- صعوبة في التحكم بالتفكير الزائد أو القلق
- آلام وتوتر بالعضلات
- صعوبة في التركيز
- اضطرابات في النوم
- شعور بالتهيج والعصبية
- آلام في البطن وغثيان
الوسواس القهري
ينتشر الوسواس القهري في مسقط بنسبة تقدر حوالي 2 %، يتزايد ارتفاعه بين الشباب، حيث غالباً ما تظهر أعراضه قبل سن الـ 20 ، تلعب العوامل الوراثية دوراً في ظهوره، كما أن التعرض للصدمات والتجارب المؤلمة، إضافةً لضغوط الحياة من المسببات الأساسية للاضطراب، كما تؤثر العوامل الدينية والثقافية في تشكيل الاضطراب، خاصة ما يتعلق بالطهارة أو الصلاة أو الخوف من الكفر.
أعراض الوسواس القهري
- الوساوس: تكون عبارة عن أفكار ورغبات ملحة، غير مرغوبة يصعب التحكم بها
- الأفعال القهرية: سلوكيات متكررة يقوم بها الشخص لتخفيف التوتر الناتج عن الوساوس
الاضطرابات النفسجسمية
تعد الاضطرابات الجسدية ذات المنشأ النفسي من الاضطرابات الشائعة في مسقط، وتتراوح نسبة انتشارها حوالي 30%، ويُلاحظ أن النساء أكثر تأثراً بها من الرجال، وتكون على شكل أعراض جسدية حقيقية دون تفسير عضوي واضح لها، تنتج إما بسبب الإجهاد أوالتعرض للصدمات النفسية، أو بسبب القلق والاكتئاب بالإضافة لضغوط الحياة، والوصمة الاجتماعية التي تدفع الفرد للتعبير عن معاناته النفسية جسدياً.
أعراض الاضطرابات النفسجسمية
- تعب دائم وصداع متكرر
- آلام في الظهر والمفاصل والعضلات
- اضطرابات هضمية مثل آلام المعدة والغثيان
- خفقان القلب وضيق في التنفس
- تنميل وخدر بالأطراف
الإدمان
ينتشر الإدمان في مسقط وخاصة الإدمان السلوكي، مثل إدمان الانترنت والتسوق، أو الألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتصل نسبة الإدمان تقريباً حتى 35 % وتظهر بوضوح بين المراهقين والشباب، تسهم الضغوط النفسية والاجتماعية والعزلة وضعف التواصل الأسري بالإضافة لسهولة الوصول إلى التكنولوجيا في تفاقم الإدمان السلوكي.
أعراض الإدمان
- قضاء ساعات طويلة على الانترنت ووسائل التواصل دون القدرة على التوقف
- الشعور بالتوتر والقلق عندما لا يتوفر الانترنت
- إهمال الدراسة والعمل
- العزلة وتدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية
- فقدان المتعة بالأنشطة الأخرى
- اضطرابات في النوم وظهور مشاكل صحية(مثلآلام الرقبة، الصداع، جفاف العين)
كيفية التعامل مع الأمراض النفسية في مسقط
فيما يلي مجموعة من الخطوات العملية، التي تساعدك على التعامل مع الاضطراب النفسي في مسقط:
- من المهم التعرف المبكر على أعراض الاضطرابات النفسية حتى تتمكن من طلب المساعدة في الوقت المناسب.
- عليك أن تعرف أن طلب المساعدة دليل شجاعة، لا تستدعي الخجل أو الخوف.
- قم بزيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي من أجل التشخيص وتلقي العلاج المناسب.
- اتباع نمط حياة صحي، مثل ممارسة الرياضة واليوغا والنوم لساعات كافية مع تناول نظام غذائي متوازن.
- الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء أو مجموعات الدعم في مسقط، والابتعاد عن العزلة.
- يمكنك الحصول على الدعم النفسي عبر الانترنت من خلال منصات مثل “دكتورك”
العوامل التي تساهم في ارتفاع معدل الأمراض النفسية في مسقط
يوجد العديد من العوامل التي تسهم في انتشار الاضطرابات النفسية في مسقط وارتفاع معدلاتها، وتتطلب تعزيز الجهود لزيادة الوعي المجتمعي والحد من تأثيرها.
- تسارع نمط الحياة والازدحام وغلاء المعيشة
- التوقعات والضغط الاجتماعي على فئة الشباب لتحقيق النجاح في الدراسة أو العمل أو الزواج
- التغير الثقافي من نمط الحياة التقليدية إلى نمط أكثر حداثة
- قلة الوعي النفسي والخجل من طلب المساعدة المختصة
- الضغط المهني والشعور بعدم الأمان الوظيفي
- تزايد المشاكل الزوجية وضعف التواصل الأسري
- تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ومقارنة اللحياة بما يعرض على الانترنت
- نقص عدد المختصين مقارنةً بالطلب المتزايد على العلاج النفسي
خلاصة المقالة
تناولنا في هذه المقالة اضطرابات الاكتئاب والقلق والوسواس القهري والإدمان بالإضافة للاضطرابات الجسدسة ذات المنشأ النفسي، وهي الأكثر انتشاراً في مسقط، تتفاقم هذه الاضطرابات نتيجة مجموعة من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجه أفراد المجتمع، ومن خلال فهم هذه الاضطرابات والعوامل المؤدية لها يمكن تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية منها والحد من انتشارها، لبناء مجتمع أكثر توازناًً وتكيفاً وسعادة .
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.